حكاية أدبية

ولهذا البيت حكاية يحسن أن نعقب بروايتها، ويضوع نشره بنشر ملحتها، وهي ما رواه «أبو بكر محمد بن أبي القاسم الأنباري» عن أبيه، قال: حدثنا «الحسن بن عبد الرحمن الربعي» قال: حدثنا «أحمد بن عبد الملك بن أبي الشمال السعدي» قال: حدثنا «أبو ظبيان الحماني» قال: اجتمع قوم على شراب لهم فغناهم مغنيهم بشعر «حسان»:

(إن التي ناولتني فرددتها ... قتلت. قتلت. فهأتهأ لم تقتل)

(كلتاهما حلب العصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصل)

فقال بعضهم: امرأته طالق إن لم أسأل الليلة «عبيد الله بن الحسن القاضي»

عن علة هذا الشعر- لم قال: إن التي فوحد ثم قال: كلتاهما فثنى؟

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(أتهجوه ولست له بكف ... فشركما لخير كما الفداء)

قالت الصحابة: يا رسول الله، هذا أنصف بيت قالته العرب، فتكلموا بأنصف، وعليه أيضا قول الشاعر:

(وأنصف الناس في كل المواطن من ... يسقي المعادين بالكأس الذي شربا)

ومما اتفق هنا أنهم قالوا: يتوصل إلى تفضيل المزيد بلفظ أشد مع أن أشد أيضا مخالف للقياس، لكنه لما سمع اتخذوه سلما لما خالف القياس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015