أقول لها وقد طارت شعاعاً من الأبطال ويحك لا تراعي
فانك لو سألت بقاء يومٍ على الأجل الذي لك لن تطاعي
لها: يعني النفس، والشعاع: المتفرق، لا تراعى: من الروع. المعنى: يذكر تشجيعه نفسه، وتعريفه إياها بعد ما استشعرت الفزع أن الأجل مقدر، وأن الزيادة لا تلحقه.
فصبراً في مجال الموت صبراً فما نيل الخلود بمستطاع
ولا ثوب البقاء بثوب عز فيطوى عن أخي الخنع اليراع
سبيل الموت غاية كل حي وداعيه لأهل الأرض داع
أخي الخدع: الذليل، واليراع: الرجل الذي لا قلب له جبان تشبيهاً بالقصبة. المعنى: يشجع نفسه ويبين أن أحداً لا يخلد في الدنيا، ولا بد من الموت وأن البقاء ليس بمجد فيمنع الذليل الجبان.
وما للمرء خير في حياة إذا ما عد من سقط المتاع
ومن لا يعتبط يسأم ويهرم وتسلمه المنون إلى انقطاع
أي من لم يمت شاباً مات هرماً، يقال: اعتبط الرجل إذا مات في شبابه أي يسأم ما يعتريه فحذف مفعول يسأم وهو ما يعتريه. المعنى: يشجع النفس ويشعرها أن قصاراها الموت على كل حال، والسقط رديء المتاع.
(16)
قال عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي، وتروى للسموءل بن عادياء