شيء قلناه له أي سألناه، وأكثر شيء قاله نعم. المعني: هذه الأبيات بالمراث أشبه منها بالأضياف
ثم انتحي غير مذموم وأعيننا لما تولي بدمع سافح سجم
تحمله الناقة الأدماء معتجرًا بالبرد كالبدر جلي ليلة الظلم
معتجرا أي معتما. المعني: يصف خروجه محمودا، وبكاءهم لفقده، ووصف حسنه وشبيهه بالبدر لما خرج راكبا معتما.
(34)
وقال أيضًا فيه:
(الأول من المنسرح والقافية من المتراكب)
مازالت في العفو للذنوب واط لاق لعان بجرمه غلق
حتى تمني البراة أنهم عندك أمسوا في القد والحلق
الغلق: الهالك. المعني: يصفه بفرط حبه العفو يقول: قد تمني من ليس بذي ذنب أنه مقيد مأسور عندك حتى تنعم عليه بمثل ما تنعم علي أسرائك.
(35)
وقال الحزين الليثي في علي بن الحسين بن علي- صلوات الله عليهم- وقال دعبل: وهي لكثير بن كثير السهمي وقال بعضهم: هي للفرزدق في علي بن الحسين، وكان سبب هذه القصيدة أن هشام بن عبد الملك حج أيام خلافته، فلما انتهي إلي الحجر الأسود جهد أن يستلمه فزوحم ولم يمكن منه، والموسم لا يحتمل ما يحتمل سائر الأمكنة فأقبل علي بن الحسن، فأعظمه الناس وأفرجوا له عنه حتى استلم علي تمكن، فلما قضي وطره رجع وعاد الزحام فأقبل رجل من وجوه الشام