من النفر المدلين في كل حجة ... بمستحصد من جولة الرأي محكم
جديرون ألا يذكروك بريبة ... ولا يغرموك الدهر ما لم تغرم
المستحصد: المستحكم أحصدته فاستحصد، لا يغرموك أي لا يلزموك أرش جنايتك إلا أن تأبي وتكره أن يتحملها غيرك، ويروي ((ولا يعرموك)) بالعين و ((مالم تعرم)) ويفسر لا يجنون عليك ما لم تجنه. المعني: يمدحهم بالجود وجودة الرأي وفضل الحجة، والذكر الجميل لما غاب عنهم، وترك العرام عليهم.
(32)
وقال أيضا:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
أقول لعبد الله وهنا ودوننا ... مناخ المطايا من مني فالمحصب
لك الخير عللنا بها عل ساعة ... تمر وسهوان من الليل يذهب
وهنا وموهنا أي بقدر قطعة من الليل، والمحصب حيث يرمي حصى الجمار، وهي جمار العقبة، وعللنا بها أي بالمرأة أي غننا بذكرها وحديثها، ويروي ((سهواء من الليل)) أي قدر من الليل.
فقام فأدني من وسادي وسادة ... طوي البطن ممشوق الذراعين شرحب
بعيد من الشيء القليل احتفاظه ... عليك ومنذور الرضا حين يغضب
طوي البطن يعني عبد الله، وممشوق الذراعين أي طويلهما، قليل اللحم عليهما، وشرحب طويل، واحتفاظه غضبة، وقال بعضهم: يكون من الحفظ أي لا يحفظ زادة عمن يسأله، وليس المعني هذا لأنة قال منذور الرضا أي لا يكاد يرضي إذا غضب. يمدح عبد الله ويصفه بالضمر وعري الأشاجع. وطول القامة، وقلة الغضب من الشيء اليسير وبعد الرضا.