لغنيمة تغنمها من جهتهم فإنك لا تقدر علي ظلمهم، وانتهاز الفرصة فيهم، ولا تغزونهم مظلوما أي إن ظلموك فلا تطمع في الانتصاف منهم فإنك لا تدرك منهم ثأرك بل تضام ثانيا، ثم وصفت أن خيلهم مقربة وأسنتهم لامعة.
ومخرق عنة القميص تخالة ... وسط البيوت من الحياء سقيما
حتى إذا رفع اللواء رأيته ... تحت اللواء علي الخميس زعيما
أي لا يبالي كيف ثيابه، لأنة لا يزين نفسه إنما يزين حسبة ويصون كرمة، وقيل إنه متصل الغزوات كثير الأسفار، فقميصه متخرق لذلك، والأول الوجه، وتقول: يمتقع لونه من شدة الحياء أي لا يكون بلغ من إكرام القول ما في نفسه، ويروي ((حتى إذا برز اللواء)) المعني: تصفه بالابتذال في الحي وفرط الحياء، والسادة وقت الحرب.
(27)
وقالت أيضا، ويقال: قالها أبوها؛ :
(الثاني من الكامل والقافية من المتواتر)
نحن الأخايل لا يزال غلامنا ... حتى يدب علي العصا مذكورا
تقول لا يزال غلامنا مذكورا بالشرف حتى يهرم، لا يفارق ما يذكره علي سبيل المدح. المعني: لسنا ممن يفعل المكرمة، ثم لا يعاود هابل يستمر علي المكارم.
تبكي السيوف إذا فقدن أكفنا ... جزعا وتعلمنا الرقاق بحورا
قولها تبكي السيوف إذا فقدن أكفنا: تريد نحن نروي السيوف من دماء أعدائنا، وغيرنا لا يفعل ذلك، فإذا فارقت السيوف أكفنا بالعطش، وتعلمنا الرفاق بحورا لأنا نوسع عليهم خيرا وننحر لهم إبلنا، ولا نمنعهم مالنا كالبحر لا يمنع واردًا يقصده.