كأن الثريا علقت في جبينه ... وفي أنفه الشعري وفي خده القمر
ولما رأي المجد استعيرت ثيابه ... تردي رداء واسع الذيل وائتزر
كريم ثنته للمكارم هزة ... فجاء ولا بخل لديه ولا حصر
إذا قيلت العوراء أغضي كأنة ... ذليل بلا ولو شاء لانتصر
المعني: خبرت أن الربيع بن عميلة مر بابن عنقاء الفزاري ثم المازني وهو يحتفر البقل ويأكله فقال: ما ألجأك إلي هذا؟ قال: إعفاء قومي وصون وجهي، وكان عملية سكران يميل علي فرسه فقال له: إن لك علي أن أقاسمك مالي، فلما أصبح قالت أبنته: لو أتيت عملية فقد وعدك أن يقاسمك ماله قال: يا بنية إن الفتي كان سكران، ولا أدري لعلة لم يعقل ما قال، فبينا هي تراجعه الكلام إذ أقبل عليهم كالليل من إبل وغنم فقال: يا بنية هذا والله عملية، فأتاه فقاسمة ماله بقرة بقرة وشاة شاة فقال أبن عنقاء: رآني علي ما بي ... الأبيات، يشكر لعملية اهتمامه بأمره ومؤاساته في وقت لو بخل كان معذورا لشدة الزمان، ثم وصفة بحسن الوجه وتلألؤ شعاعه ومدحه شبوغ المجد والاهتزاز للمكارم، ونفي عنه البخل والحصر ووصفة بالإعراض عن فحش الكلام.
(15)
وقال محمد بن سعيد الكاتب، إسلامي: