أخاكم ودعوا أبن عمكم واحملوا ديته إلي أم قتيلكم فإنها غريبة فينا، ثم أنشأ يقول: إني امرؤ .. الأبيات. يقول: إني كريم الخلق لا آتي ما يعيب خلقي ويضعفه، ووصف قومه بالفصاحة والبيان، والتغافل عن عيب الجار والحفظ في مجاورته.

(14)

وقال أبن عنقاء الفزاري، وعنقاء طائر ليس له مسمي إلا هما:

(الثاني من الطويل والقافية من المتراكب)

رآني علي ما بي عملية فأشتكي ... إلي ماله حالي أسر كما جهر

دعاني فآساني ولو ضن لن أقم ... علي حين لا باد يرجى ولا حضر

قولة فأشتكي إلي ماله: مجاز جعل رجوعه إلي ماله في إصلاح أمرة شكاية منه إلية، وقولة: أسر كما جهر أي لا ينافق يعني أنه أسر الاهتمام بأمري كما أظهره وآساني: جعلني أسوة بأن أعطاني من ماله.

فقلت له خيرا وأثنيت فعله ... وأوفاك ما أسديت من ذم أو شكر

غلام رماه الله بالخير مقبلا ... له سيمياء لا تشق على البصر

ويروي ((في الخير مقبلا)) ويروي ((يافعا)) وقولة: له سيمياء يعني الحسن والبهجة، ولا يشق له البصر يعني لا يكره النظر إلية، ويروي ((له سيمياء لا يشق لها البصر)) أي لا يمكن النظر إليها لفرط شعاعها كالشمس، فالعين لا تفتح لتنظر إليها، يعشي نور البصر ويغلبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015