إذا جئتها لا تطعم إلا الغم، ثم قال: كفى الهجر هجر الموت لا هجر البين لأن كل واحد منا لا يعرف خبر صاحبه والمهجور قد يعرف خبر الهاجر.
(35)
وقال آخر:
(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)
لنعم الفتى أضحى بأكناف حائل غداة الوغى أكل الردينية السمر
لعمرى لقد أرديت غير مزلج ولا مغلق باب السماحة بالعذر
سأبكيك لا مستبقيًا فيض عبرة ولا طالبًا بالصبر عاقبة الصبر
اللام لام القسم، كأنه قال لنعم الفتى هو، وحائل موضع وأكناف قبره نواحيه، والمزلج من الرجال الذي ليس بكامل، عاقبة الصبر التسلي، أي لا أطلب بالصبر السلوة عنك، ويروي "ولا طالبًا بالصبر عاقبة الأجر" أي لا أصبر عنك طلبًا للأجر والثواب، المعنى: يرثيه ويثني عليه بأنه كان كاملًا، لم يعول على المعاذير في معروفه، ثم ذكر ادامته البكاء عليه راغبًا عن الصبر، وما يؤدي إليه من سلوان.
(36)
وقال عبد الله بن ثعلبة الحنفي، إسلامي كان عابدًا: