وإني لمفجوع به اذ تكاثرت عُداتي ولم أهتف سواه بناصر
فكنت كمغلوب على نصل سيفه وقد حز فيه نصل حران ثائر
أرباب القبور أي سكانها، لغابط أي أتمنى لي ما هم فيه من مجاورة سعيد، حز فيه: اثر فيه يعني في المغلوب، يصف غبطته الموتى لمجاورتهم سعيدًا، ويذكر تحيره ودولته بعده.
لقيناه زوارًا فأمجدنا قرى من البث والداء الدخيل المخامر
وأُبنا بزرعٍ قد نما في صدورنا من الوجد يُسقى بالدموع البوادر
أمجدنا أي أوسعنا، المخامر: المخالط، وأبنا بزرع قد نما في صدورنا: مثل شبه به الحزن الزائد في قلوبهم، والبوادر: السوابق. المعنى: يقول: زرنا قبره فكثر حزننا وازداد وفاض دمعنا وسال، وشبه الحزن الذي تجدد لهم عند الزيارة بالقرى، والوجد الذي تمكن في نفوسهم بالزرع.
وأسمعنا بالصمت رجع جوابه فأبلغ به من ناطق لم يحاور
ولما حضرنا لاقتسام تراثه أصبنا عظيمات اللهى والمآثر
من ناطق لم يحاور يعني من ناطق ساكت لم ينطق بلسانه ووعظ بحاله على سبيل الدلالة، وهذا المعنى قديم، يروى أنه لما مات الاسكندر نظر إليه بعضهم فقال: "كنت تعظنا في حياتك فما رأينا أبلغ موعظة منك اليوم". المعنى: لم يجبنا بقوله، ولكنه وعظ بحاله، ويصفه بالكرم يقول: لم يترك لوارثه مالًا لأنه بذله في حياته فوجدوا مكارمه التي بناها.
(30)
وقالت امرأة من شيبان: