تقنعت بالدخان لأنها تصطلي به من شدة البرد، ولا يكون ذلك إلا في الشتاء، وملت أي كببت استعجالا من كلب الجوع وقلة صبرها، والقمع أعالي السنام الواحد قمعة، والجلة المسان من الإبل. المعنى: يصف كرمه وجوده، وأنه إذا اشتد البرد وعظم القحط ستر ضعة القوم، فدارت القداح بيده بأرزاق السؤال من أسنمة الإبل.
ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها ... وكفيت جانيها اللتيا والتي
وصفحت عن ذي جهلها ورفدتها ... نصحي ولم تصب العشيرة زلتي
وكفيت مولاي الأحم جريرتي ... وحبست سائمتي على ذي الخلة
رأبت أصلحت، وثأى العشيرة فسادها، واللتيا والتي يعني الداهية الصغيرة والكبيرة، واللتيا بفتح اللام وضمها، ورفدتها نصحي أعنتها بنصحي، والأحم الأقرب، لا يجوز غيره، ومن روى بالجيم فقط غلط عند أكثر العلماء، وقال بعضهم بالجيم حسن، أي لم أجن على من لم يحمل السلاح كما يظلم القوي الضعيف، وحبست سائمتي على ذي الخلة أي لم أسرح إبلي دون الفقير، ولكني إذا رأيت ذا الحاجة أعطيته منها ما سد خلته، والهاء في جانيها ضمير العشيرة.
(179)
وقال أبي بن سلمي بن ربيعة بن زبان، ويقال أبان، وزبان فعلان من الزبن، وقيل: الزب والزبب وهو كثرة الشعر.
(الثالث من المتقارب والقافية من المتدارك)
وخيل تلافيت ريعانها ... بعجلزة جمزى المدخر
جموم الجراء إذا عوقبت ... وإن نوزقت بزرت بالحضر
سبوح إذا اعترمن في العنان ... مروح ململة كالحجر