(175)
وقال باعث بن صريم، صريم تصغير صرم، وهو أبيات من الناس مجتمعة:
(الأول من الكامل والقافية من المتدارك)
سائل أسيد هل ثأرت بوائٍل أم هل شفيت النفس من بلباها
إذ أرسلوني مائحًا بدلائهم فملأتها. علقًا إلى أسبالها
قوله: هل ثأرت بوائٍل أي طلبت قاتله، إذ أرسلوني هذا مثل أي بعثوني طالبًا بترتهم، والمائح: المستقي الذي يدخل ليجمع الماء في الدلو، والمانح الذي يسقي على رأس البئر. فملأتها أي ملأت الدلاء ماء إلى أعاليها، والعلق: الدم نفسه أي أكثرت من القتل حتى بلغت مرادكم وزدت. المعنى: يصف شجاعته وإدراكه الثأر بوائل المقتول وإكثاره القتل به.
إني ومن سمك السماء مكانها والبدر ليلة نصفها وهلالها
آليت أثقف منهٌم ذا لحيٍة أبدًا فتنظر عينه في مالها
يعني والله لأنه رافع السماء سمك أي رفع، وليلة نصفها فيه قولان: إما نصف السماء وإما نصف أيام الشهر وهو الأصح، وجاز أن يكنى عن الأيام ولم يتقدم لها ذكر لأن لفظة البدر دلت عليها. وقوله: آليت أثقف منهم ذا لحية أي لا أثقف منهم، وجاز حذف لا ها هنا لأن جواب القسم إما أن يكون نفيًا أو إيجابًا والإيجاب باللام، فإن تعرى منها كان نفيًا إلا إذا طال الكلام فإنه يجوز حذف اللام، ومعنى أثقف أجد. المعنى: إنه لا يصيب منهم رجلًا فيتركه حيًا مبالغة في التهدد.