تشعشع أي طال، ومن يغر بالأعداء أي يولع بهم. المعنى: يصف أن الوحش ألفنه لطول صحبته إياها، لأنه لا يخيفها حتى كادت تصافحه غفلة وعلانية إن دخل معهن الكناس، وقد أثر فيه النزال حتى ضمر ثم قال: من تكلف محاربة الأبطال لابد أن يهلك على أيديهم.

ولكن أرباب المخاض يشفهم إذا اقتفروه واحدًا أو مشيعا

وإني وإن غمرت أعلم أنني سألقى سنان الموت يبرق أصلعا

يشفهم: يغمهم، مشيعًا أي في جماعة، أصلعًا أي ضاحيًا ظاهرًا لا يستره شيء، ويروى في البيت الأول مشنعًا بالنون، ويفسر أنه لابس السلاح، وليس بجيد. المعنى: يصف الفتى الذي ذكر أن صيد وحش لا يهمه، ويقول: أنه يستاق الإبل مغيرًا عليها، فهو يؤذي أرباب المخاض ويبرح بهم إذا اتبعوه واحدًا أو معه أصحابه أي يخافونه على كل حال، ثم ذكر إن غايته الموت وإن طال عمره.

(166)

وقال بعض بني قيس بن ثعلبة:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

دعوت بني قيٍس إلى فشمرت خناذيذ من سعٍد طوال السواعد

إذا ما قلوب الناس طارت مخافًة من الموت أرسوا بالنفوس المواجد

بنو قيس هم الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفروسية فقال: "لله فرسان في السماء وفرسان في الأرض، ففرسانه في الأرض، قيس بن ثعلبة"، والخنذيذ: الكريم يستعمل في الرجال والخيل. المعنى: يمدح بني قيس بالشجاعة وأنهم دعاهم إلى الحرب فأسرعوا إليها، ووصفهم بطول الأيدي وإنهم يثبتون في الحرب إذا فر الجبان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015