السدر، وعسجل: موضع، أي فإن أسلمك معشر فاحفظ نفسك، وإن بوؤك أي أنزلوك، والمبرك: المنزل، والمثمل: السم الناقع، يقول: كن ذا أنفة فقد سقوك السم وإن كانوا أقرباءك فلا تشربه أي لا تصالحهم، ولا تقبل الدية فإنها كالسم المنقع، المعنى: يقول: أبلغ أبا سلمى رسالة تفزعه وإن نأت داري عنه، رسالة رجل ينصح لك، ثم حثه على حفظ نفسه وأن لا يرضى بمنزل لا خير فيه، ونهاه عن أن يصالح أعداءه وإن كانوا أقاربه لأن مصالحتهم كالسم ضربا.

أبعد الإزار مجسداً لك شاهدا ... أتيت به في الدار لم يتزيل

أراك إذا قد صرت للقوم ناضحاً ... يقال له بالغرب ادبر وأقبل

فخذها فليست للعزيز بخطة ... وفيها مقال لامريء متذلل

المجسد: المصبوغ بالزعفران، وأراد به ها هنا الدم، أي خذ هذه الخطة الدنية، فليست بخطة يرضى بها العزيز، وفيها مقال لمن به التذلل أي يعاب به، فإن قيل لك: إنك ذليل فلا تنكر فإنك لم ترفع نفسك عن ذلك بعد أخذ الدية وقيل: خذها أراد خذ النصيحة، ليست للعزيز بخطة تضع منه، وفيها مقال لمن لا يتعظم. المعنى: يمنع أبا سلمى عن مصالحة قومه الذين قتلوا قريبه، يقول: أبعد الإزار مخضوبا بالدم أتيت به شاهدا تصالحهم؟ فإن فعلت ذلك صرت كالناضح انقياداً لهم.

(150)

وقال أيضاً:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

أتشحذ أرماحاً بأيدي عدونا ... وتترك أرماحا بهن تكايد

عليك بجار القوم عبد بن حبتر ... فلا ترشدن إلا وجارك راشد

فإن غضبت فيها حبيب بن حبتر ... فخذ خطة ترضاك فيها الأباعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015