أعددت مكرمتي ليوم سباب: أي لا يقدر أحد أن يسبني لأنه لا يجد في عيباً يسبني به، فلا يجد عندي إلا المكارم. عنوة: قهراً، وأبضة: ماء لطيء ثم لبني ملقط، عليه نخل، وهو على عشرة أميال من ناحية المدينة، وإراب: ماؤ لبني العنبر، وقد يفتح ألفها أيضا، يقول: جلبته عن هذا الموضع حتى تحكم فيه أهل إراب بما أرادوا. المعنى: يصف وفور مكارمه حتى إن من يفاخره لا يجد فيه عيباً يسبه به، ويذكر أشره جار بني سلامة قهراً، ودفعه إلى عتاب إذ كان ثأره.

قتلوا ابن أختهم وجار بيوتهم ... من حينهم وسفاهة الألباب

غدرت جذيمة غير أني لم أكن ... أبداً لأؤلف غدرة أثوابي

وإذا فعلتم ذلكم لم تتركوا ... أحداً يذب لكم عن الأحساب

العرب تقول: فلان نقي الثياب إذا لم يكن فيه عيب. المعنى: يشكو قومه جذيمة ويقول: دفعت إليهم أسيراً، وهم وإن غدروا بقتله فإني لم أغدر، ثم خاطب قومه فقال: إذا فعلتم ذلك الغدر لم تتركوا أحداً يذب لكم عن أحسابكم لأنه لا يثق بكم أحد.

(149)

وقال العباس بن مرداس، مخضرم:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

أبلغ أبا سلمى رسولا تروعه ... ولو حل ذا سدر وأهلي بعسجل

رسول امريء يهدي إليه نصيحة ... فإن معشر جازوا بعرضك فابخل

وإن بوؤوك مبركا غير طائل ... غليظاً فلا تنزل به وتحول

ولا تطعمن ما يعلفونك إنهم ... أتوك على قرباهم بالمثمل

الرسول ها هنا: الرسالة، ولهذا أنت فقال تروعه، وذو سدر مكان ينبت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015