بتأنيث كبش، لأن ذلك لا مؤنث له من لفظه وإنما هو نعجة:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

أرسل عبد الله إذ حان يومه إلى قومه لا تعقلوا لهم دمي

ولا تأخذوا منهم افالاً وأبكراً وأترك في بيت بصعة مظلم

عبد الله أخو عمرو بن معدي كرب، والافال: صغار الإبل واحدها أفيل وأبكرهم جمع بكر، وصعدة: موقع باليمن معروف، وعنت ببيت مظلم: القبر وجعلت طمع أخيها المقتول في إدراك ثأره إرسالاً منه. المعنى: تحث على طلب ثأر أخيها عبد الله: وتمنعهم من أخذ الدية وتحقر أمرها.

ودع عنك عمراً إن عمراً مسالم وهل بطن عمرو غير شبر لمطعم

وهل بطن عمر: أرادت أن تهز عمراً بذلك القول تقول: بطنه شبر لموضع الطعام، يكفيه القليل منه، فلم يرغب في الدية، مع ما فيها من العار ويترك الثأر وفيه منقبة. المعنى: تبالغ في حث عمرو على الثأر وتحفظه لكي لا يسالم القوم.

فإن أنتم لم تقتلوا واتديتم فمشوا بآذان النعام المصلم

ولا تردوا إلا فضول نسائكم إذا ارتملت أعقابهن من الدم

اتديتم: أخذتم الدية، فإن أنتم لم تقتلوا بأخيكم يعني نفسه، وهذا كله من قوله: لا تعقلوا ... إلى آخر الأبيات، ظاهرها أنها من كلام عبد الله المقتول. يقول: إن لم تقتلوا من قتلني فاذنوا بالذل والصغار وكونوا بمنزلة من جدعت أذنه وضربت آذان النعام مثلاً لذلك، ويروى "فمشوا" أي امسحوا مواضع الآذان منكم وأذنوا بالصغار واعلموا إنكم مجدعون إن لم تقتلوا قاتله، وقيل: بل معناه إذا أخذتم الدية لم تحصلوا على شيء، وكنتم بمنزلة من رام مسح يده بأذن النعام ولم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015