خروجه: إن أخبرني بالخصب قتلته وأن أخبرني بالجدب قتلته، وكان للمبعوث أخ يكتب للملك، فقال: أيها الملك تطلق لي أن أقرع له العصا، ثم يفعل به الملك ما شاء، قال: نعم، فلما رجع قال له الملك: كيف وجدت الكلأ فقرع أخوه له العصا فقال: لا خصباً ولا جدباً، فنجا. المعنى: يستزيدهم في أنهم سفهوا رأيه.

ووطئتنا وطئاً على حنق وطء المقيد نابت الهرم

وتركتنا لحماً على وضم لو كنت تستبقي من اللحم

وطئتنا: أي أوقعت بنا، والهرم: جمع هرمة وهو نبت ضعيف يفتت إذا وطئ، ووطء المقيد: يريد به البعير أو الفرس، وإنما خص المقيد لأنه يرفع رجليه ويديه معاً، فهو أشد يوطئه أي بالغت في التناول منا والبغي علينا، وقوله: تركتنا لحماً على وضم أي ضيعتنا. المعنى: يقول: ظلمتنا ظلماً عنيفاً، وأذللتنا، وجعلتنا بمنزلة هرمة تحت قدمي المقيد، وتركتنا ضائعين بمنزلة لحم على وضم، ولو كنت تستبقي من اللحم لم تضيعه.

(47)

وقال أعرابي قتل أخوه ابناً له فقدم إليه ليقتاد منه فألقي السيف من يده وهو يقول:

(الأول من البسيط والقافية من المتراكب)

أقول للنفس تأساء وتعزية إحدى يدي أصابتني ولم ترد

كلاهما خلف من فقد صاحبه هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي

تأساء: من تأسيت إذا اقتديت به، وقال بعضهم: هو من الأسى وهو الحزن، والأول أجود لملائمة اللفظين. المعنى: أقول لنفسي وأصبرها وأعزيها: لا تقتلي أخاك مكان ولدك قانهما بمنزلة يديك، وقد فاتت إحداهما فلا تفوتي الأخرى فتزيدي داء إلى داء، ودعي أخاك يكمن مكان ابنك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015