(الثاني من العروض الثانية من الكامل والقافية من المتواتر)
قومي هم قتلوا أميم أخي فإذا رميت يصيبني سهمي
فلئن عفوت لأعفون جللاً ولئن سطوت لأوهن عظمي
يصف أن قومه قتلوا أخاه، وأنه متأرجح في الانتقام منهم، لآن ما أصابهم فقد أصابه، وأن عفاهم عن دمه يعظم لأنه أخوه، وترك الثأر عندهم عيب، وأن سطابهم وانتقم منهم أضعف عظمة بنقصانه من يعزمنهم.
لا تأمنن قوماً ظلمتهم وبدأتهم بالشتم والرغم
أن يأبروا نخلاً لغيرهم والقول تحقره وقد ينمي
المعنى: لا تأمنن قوماً بغيت عليهم وقتلت منهم أن يحالفوا غيرك، ويستنصروا به، فينتقموا منك، ثم قال: والقول تحقره وقد ينمي أي ربما زاد الحقير فصار كبيراً كما قيل: " الشر يبدؤه صغاره".
وزعمتم أن لا حلوم لنا إن العصا قرعت لدى الحلم
ويروي "وزعمت أنا لا حلوم لنا" أي عرضتم في قولكم بأنا سفهاء، ولم تصرحوا به فاكتفينا بالتعريض عن التصريح كاكتفاء ذي الحلم بقرع العصا. والأثبت أنه عامر بن الضرب العدواني وكان حكم العرب، فلما أسن أعترضته غفلة، فقالت له ابنته: أنك تخطئ في أحكامك، فقال: إذا رأيتني أخطأت فاقرعي عصا على الأرض لأنتبه فكان كلما أخطأ في حكم قرعت بنته عصاً على الأرض فتنتبه وتلافي، وضربت العرب به مثلاً لمن تنبه إذا نبه، وقيل: بل الأصل في ذلك أن بعض الملوك بعث رجلاً إلى ناحية يتعرف أمر الكلأ والخصب، ثم قال بعد