وعلى كل حال إذا وقع الحصى في المرمى أجزى من أي جهةٍ كان الرمي، لكن السنة هكذا، أن يجعلها أمامه ويجعل منى عن يمنيه والبيت عن يساره، "رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بيده -عليه الصلاة والسلام -وهذا القدر الذي جاء به من المدينة- ثم أعطى علياً فنحر ما غبر" يعني الذي جاء به من اليمن، وكله أو وكله به علياً فنحر -عليه الصلاة والسلام- ثلاثاً وستين، عدد سني عمره، "ثم أعطى علياً فنحر ما غبر" ما غبر يعني ما بقي، عبر مضى، وغبر بقي، في كتاب اسمه: (العبر في خبر من غبر) صح وإلا خطأ؟ صوابه: من عبر، يعني من مضى، أما من غبر من بقي؟ ما يترجم لمن بقي.
"وأشركه في هديه" وقد جاء أن علي -رضي الله عنه- ساق الهدي معه، ولذا لما أحرم بإحرامٍ كإحرامه -عليه الصلاة والسلام- لم يحل، كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- أبا موسى الأشعري، الذي هو الآخر أهل بما أهل به النبي -عليه الصلاة والسلام- لكنه لما لم يسق الهدي حل، جعلها عمرة، ثم أمر من كل بدنةٍ ببضعةٍ أو بضعةٍ فجعلت في قدر، يسن الأكل من الهدي والأضحية، وأوجبه بعضهم، لكن الأكل من مائة متيسر وإلا مستحيل؟ ما يمكن، فعلى هذا أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- ببضعة يعني بقطعة من كل واحدة من هذه البدن، فجعلت في قدر فطبخت فأكل من لحمها وشرب من مرقها.