واستوت به على البيداء، وجاء في الحديث الصحيح من حديث ابن عمر: "بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتقول: أنه أهل من البيداء، إنما أهل من المسجد" فالرسول -عليه الصلاة والسلام- لما صلى أهل، لما ركب ناقته أهلّ، أهلّ على البيداء، أهلّ عند الشجرة، جاءت بذلك الروايات في الصحيح، ولا تعارض بين هذه الروايات كلها، أهل النبي -عليه الصلاة والسلام- لبى-عليه الصلاة والسلام-، والإهلال رفع الصوت بالتلبية في هذه المواضع كلها، فكل من سمعه في مكانٍ نقل عنه أنه أهلّ منه، فمن سمعه أهل بالمسجد نقل أنه أهل بالمسجد، ومن سمعه أهلّ على البيداء بعد أن ركب الدابة حينما استوت به دابته إنما سمعه في ذلك الوقت، ولم يسمعه قبل ذلك، وهكذا، فلا تعارض بين هذه الروايات.
طالب:. . . . . . . . .
حديث ابن عمر في الصحيح، ما يحتاج.
طالب:. . . . . . . . .
التي تكذبون فيها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنما أهلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجد؛ لأنه يفهم، فهم ابن عمر من قولهم إنما أهلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من البيداء، أنه لم يهل قبل ذلك، فأراد أن يبين أنه أهلّ قبل ذلك، ولا ينفي ابن عمر أنه أهل على البيداء أو إلى الشجرة، أو بعدما ركب دابته، لا، لا ينفي هذا.
"حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري" مد نهاية البصر، غاية ما يدركه البصر، وبعضهم يقول: الأفصح أن يقول: مدى بصري، ولا يقال: مد بصري، إلى مد بصري بين يديه.
إيش المشكلة؟ أيهما أصح؟
أحد المشايخ الحضور في الدرس: منكم نستفيد يا شيخ.
لا بعض الشراح يقول: مدى بصري أفصح من مد، على كل حال هي ثابتة في النص الصريح الصحيح.
"إلى مد بصري بين يديه من راكبٍ وماشي" فالصحابة منهم الراكب ومنهم الماشي، بإقراره -عليه الصلاة والسلام-، وجاء: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [(27) سورة الحج] رجالاً الواو: هنا للتخيير أو للتقسيم؟
أحد المشايخ الحضور في الدرس: منكم نستفيد يا شيخ.
ما يمنع يا شيخ، شيخنا في هذا الباب
أحد المشايخ الحضور في الدرس: لا نتكلم هنا أبداً بين يديكم.