دينه بشبهةٍ أو شهوة، والله المستعان.
((في المال والأهل والولد)) وإذا رجع قالهن، سوء المنقلب إما بنفسه أو في ماله إذا رجع وإذا وماله قد اجتاحته جائحة، أو أهله حصل لهم ما حصل من كارثة، أو تهدم منزل عليهم، أو لص أو صائل أو ما أشبه ذلك، وكذلك الولد، وإذا رجع قالهن، قال ما ذكر، وزاد فيهن: ((آيبون)) يعني: راجعون، ((تائبون)) مقلعون عما كنا عليه من المعاصي، ((عابدون)) لله -جل وعلا-، ((لربنا حامدون)) نحمد الله -جل وعلا- أن يسّر لنا هذا السفر، وسهّل سببه، وأعاننا على قضاء حوائجنا، وردنا إلى أهلينا، والله المستعان.
الحديث السادس والثمانون: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((خذوا عني مناسككم)) [رواه أحمد ومسلم والنسائي].
نعم هذه قطعة من حديث جابر الطويل في صفة حج النبي -عليه الصلاة والسلام-، حديث جابر الطويل مخرج في صحيح مسلم وغيره فيه: ((خذوا عني مناسككم)) وهو نظير ما تقدم من قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) فعلى الإنسان أن يقتدي بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وأن يصلي صلاةً مجزئه مسقطة للطلب، فيها أركان، وفيها شروط، توافرت أركانها وشروطها ومستحباتها على ضوء ما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعلى ضوء ما نقل عنه -عليه الصلاة والسلام-، وكذلك الحج، عليه أن يأتي بالحج المبرور، الموافق لهدي النبي -عليه الصلاة والسلام-، مع الأسف كثير من الناس يترخص رخص بحيث لا يبدي إلا على الأركان، ومع ذلك يأمل أن يكون حجه مبروراً، يا أخي اقتدي بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، واحرص على أن تفعل مثل ما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، على أن لا تحمل نفسك ما لا تطيق؛ لأن الأفعال لا شك أنها متفاوتة منها الأركان التي لا يجوز الإخلال بها بحال، بحيث لو تخلف ركن منها ما صحّت العبادة، الواجبات أيضاً تعمدها يخدش في العبادة، وأما بالنسبة للمستحبات على الإنسان أن يأتي منها بقدر ما يستطيع، بحيث لا يشق على نفسه، وليحرص على تطبيق السنن، وأن يأتي بالعبادة على هدي الناس -عليه الصلاة والسلام- ....