((اللهم هوّن علينا سفرنا هذا)) لأن الأصل في السفر المشقّة، وأنه قطعة من العذاب، يحتاج إلى أن ييسره الله -جل وعلا- ويذلله ويهونه، ((واطو عنا بعده)) المسافات البعيدة، يسأل الله -جل وعلا- أن يصل إلى غرضه في أقصر مدة، ((اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل)) الصاحب في السفر هذه هي المعية، فليسال الإنسان أن تتحقق له المعيّة الخاصة بأن يكون مع المحسنين، من المحسنين، ليكن الله معه -جل وعلا-، ((اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل)) يعني كما أنه معك بعلمه وحفظه، هو أيضاً مع أهلك هناك يحفظهم ويرعاهم إذا بذلوا وبذلت أيضاً أسباب الحفظ والرعاية، وأن يكلأك الله -جل وعلا- بحفظه ورعايته، ويكلأ أهلك كذلك، ((اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر)) السفر لا شك أن له باعتباره خروج عن المألوف، تجد الإنسان أشعث أغبر، فيه وعثاء، وفيه أمور قد يخرج فيها الإنسان غير لائق بمرآه ولا منظرة، فيسأل الله -جل وعلا- أن يحفظ عليه توازنه الذي يرضي الله -جل وعلا-، ((وكآبة المنظر)) اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، من شدته وضيقه، وأيضاً كآبة المنظر، كون الإنسان يخرج مخرجاً وظهراً غير لائق، وسوء المنقلب، سوء المرجع، يعني كم من شخص يسافر مبتهج لرحلة ونزهة ثم يعاد به على سيارة الإسعاف مثلاً، هذا إن كان حياً، ويمكث بعد ذلك أيام أحياناً شهور وأحياناً سنين، هذا سوء المنقلب، نسأل الله العافية؛ لكن هذا يهون عند سوء المنقلب المتعلق بالدين؛ لأن بعض الناس يخرج من بلده منظره حسن وعنده أمواله ورايحين نزهة، يرجع فيه ما فيه من علل لتعرض حادث مثلاً له، هذا لا شك أنه سوء منقلب؛ لكن هذا متعلق في أمر الدنيا، أسوأ من هذا إذا انقلب منقلباً سيئاً في أمر دينه، يعني ذهب عفيف رجع فاجر، ذهب محافظ على الصلوات رجع مخل بها، ذهب محب للصالحين ومجالسة الصالحين ... المقصود أنه كم من إنسان خسر خسائر فادحة منها ما يشعر به الإنسان، ومنها ما لا يشعر به، كم من شخص سافر سفر ورجع ممسوخ القلب، نسأل الله السلامة والعافية، فيحتاط الإنسان في دينه، ويحرص أشد الحرص أن لا يسافر إلى الأماكن التي فيها شهوات وشبهات، ويمكّن فيها من الخروج عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015