((فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم)) الآن جاء وقت الذروة، يعني قبل قدوم الامتحان بالشهر يبدأ الألم يعتصر القلوب، وكل يوم يزيد الألم، ويزيد الاستعداد، تبدأ الاختبارات والناس على أعصابهم، تنتهي الاختبارات تجي ساعة الصفر، يعني النتيجة، وأحلك الظروف إذا قيل: الآن تعلق النتائج، ما فيه إلا جوابك، ((ينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم)) ما في إلا الحسنات التي هو قدمها، ((وينظر أشأم منه ما ينظر فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار)) {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [(71) سورة مريم] الورود مقطوع به؛ لكن الصدر منها من ينجو منها {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا} [(72) سورة مريم] هل اتصفت بهذا الوصف المنجي؟ اتقيت الله -جل وعلا-؟ ((فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار)) اجعلوا بينكم وبين النار وقاية، قدموا ما تستطيعون في زمن المهلة، ((فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) وهذا فيه حث على الصدقة بأدنى شيء، ولو قل، لا تحتقر، لا تقول: هذا أعطيه الفقير يرده، إذا رده هذا الفقير أعطيه آخر، ((لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرس شاة)) يعني ولو الكراك تتصدق به على جارتها ما يدريك، ((فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) فمن لم يجد ما عنده ما يتصدق به فبكلمة طيبة، كلمة طيبة استقبل بها أخاك، استقبل أخاك بكلمةٍ طيبة، بوجهٍ طلق، ببشر وسرور، أدخل على أخيك السرور، وواقع بعض طلاب العلم هدانا الله وإياهم الاستقبال عندهم فيه خلل، ولا شك أن هذا خلل في التحصيل العلمي قبل التصور، وإلا هذا أخوك ما تختلف معه في شيء، يعني هل تتصور أنك أنت وزميلك لا تجد زميلك تتطابق معه في وجهات النظر مائة في المائة مستحيل؟ الصحابة خيار الخلق بينهم خلاف، فإذا وجد خلاف بين المسلم وأخيه وطالب العلم على وجه الخصوص والعالم مع زميله يوجد نفرة وفرقة ويرضى الشيطان بمثل هذا التحريش، وينفخ مثل هذه الأمور فتتضاعف وتزيد، والأمة عموماً ليست بحاجة إلى مزيد من الفرقة والتناحر والتشاحن، هي بحاجة إلى الألفة والتآلف، والمقصود أن الناس بحاجة إلى تعارف وتآلف وتآخي، فمن لم يجد بكلمةٍ طيبة، والنصوص صحيحة