وقد ثبت في سبب نزول قول الله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة:1]، أن المجادلة وهي خولة بنت حكيم جاءت تشكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما ظاهر منها زوجها أوس بن الصامت وقال: إنها عليه كظهر أمه.
وجاءت تجادل النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: يا رسول الله! إنه ظاهر مني، وإني أشكو إلى الله صبية إن ضممتهم إلي جاعوا وإن ضممتهم إليه ضاعوا، فقال لها النبي: (ما أراك إلا قد حرمت عليه) وجعلت تكرر ذلك وتقول: أشكو إلى الله صبية إن ضممتهم إلي جاعوا وإن ضممتهم إليه ضاعوا إنه تزوجني وأنا شابة، حتى إذا نثر بطني وأكل مالي جعلني كظهر أمه فهل تجد لي شيئاً أو كما قالت فقال النبي: (ما أراك إلا حرمت عليه)، وكانت قد جاءت تشتكي إلى الله, وتقول: أشكو إلى الله فأنزل الله هذه الآية: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ} [المجادلة:1] فجاء الفرج.
قالت عائشة رضي الله عنها: سبحان من وسع سمعه الأصوات، فقد جاءت المجادلة وهي تتكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم وإنه يخفى علي بعض كلامها، وقد سمع الله ذلك من فوق سبع سماوات وأنزل: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة:1] ثم جاء الفرج بالكفارة، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} [المجادلة:3] فكفر ثم رجعت إليه زوجته.