يقال: اقرأ ورتل وارق في غرف الـ جنات كي تنتهي للمنزل النعمِ
المنزل الذي فيه النعم النعيم المقيم، يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه، ويقال لصاحب القرآن أيضاً: ((اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها)) فالذي معه من القرآن الكثير يستمر يقرأ ويرقى ويرتل كما كان يرتل في الدنيا، والذي معه من القرآن ويسرع في قراءته في الدنيا يسرع في قراءته في الآخرة، ولا شك أن القرآن بالترتيل تطول مدته، فتطول مدة الصعود، والذي يقرأ في القرآن هذاً في الدنيا يقرأه في الآخرة هذاً فينتهي ما عنده، أو يكون ما عنده إلا شيء يسير، فينتهي ما عنده في مدة يسيرة، فلا يستمر صعوده، وقد جاء في الحديث عند أحمد والدرامي: ((اقرأ كما كنت تقرأ في الدنيا هذاًَ كان أو ترتيلاً)) لا شك أن الذي يقرأ ترتيلاً يستمر يقرأ لأنه تطول القراءة كما كان يقرأ في الدنيا، لكن الذي يقرأ هذاً تنتهي القراءة عنده بسبب سرعته أو بسبب قلة ما عنده من القرآن، فلا يستمر في صعوده مثل الذي يقرأ القرآن كاملاً على طريق الترتيل، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم هذا سؤال وارد، يقول: من الذي يقال له: اقرأ وارق ورتل؟ هل هو الحافظ أو غير الحافظ أو الجميع؟ يعني هل يوجد هناك لغير الحفاظ مصاحف يقرؤون وهم يرقون ويصعدون؟ يعني لا شك أن ظاهر اللفظ أنه للحافظ، لكن من كانت له عناية في القرآن، وحاول حفظ القرآن وعجز، لا شك أن فضل الله -جل وعلا- لن يقصر دون هذا، لكن عليه أن يبذل السبب، نعم.
سم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال العلامة حافظ -رحمه الله تعالى- في ميميته:
كفى وحسبك بالقرآن معجزة ... دامت لدينا دوماً غير منصرمِ
لم يعتره قط تبديل ولا غير ... وجل في كثرة الترداد عن سأم
مهيمناً عربياً غير ذي عوج ... مصدقاً جاء في التنزيل في القدم
فيه التفاصيل للأحكام مع نبأ ... عما سيأتي وعن ماض من الأمم
فانظر قوارع آيات المعاد به ... وانظر لما قص عن عادٍ وعن إرم