الذي يعمى عن القرآن يحشر يوم القيامة أعمى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [(124) سورة طه] يعني وإن كان مبصراً في الدنيا يحشر يوم القيامة أعمى؛ لأنه عمي عن القرآن وأعرض عن القرآن، كما أن من حارب الله -جل وعلا- هذا يبعث أعمى، ومن حارب الله -جل وعلا- بالربا يبعث يوم القيامة مجنوناً كالذي يتخبطه الشيطان من المس.
فمن يقمه يكن يوم المعاد له ... خير الإمام إلى الفردوس والنعمِ
يعني يقوده إلى جنات النعيم، يكون القرآن قائداً له إلى الفردوس وجنات النعيم.
كما يسوق أولي الإعراض عنه إلى ... دار المقامع والأنكال والألمِ
إما أن يكون سائقاً وقائداً إلى جنات النعيم، أو يكون يتبع المعرض عنه فيزج في قفاه إلى النار -نسأل الله العافية-.
وقد أتى النص في الطولين أنهما ... ظل لتاليهما في موقف الغممِ
أخرج الإمام مسلم وأحمد والترمذي عن النواس بن سمعان قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((يؤتى بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم سورة البقرة وآل عمران)) قال: وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: ((كأنهما غمامتان)) أو ((كأنهما غيايتان)) أو ((كأنهما ظلتان سوداوان)) أو ((كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما)).
وحلتان من الفردوس قد كُسيت ... لوالديه لهما الأكوان لم تقمِ
يعني من حرص على أن يحفظ ولده القرآن يكسى يوم القيامة حلتان من الفردوس.
وحلتان من الفردوس قد كسيت ... لوالديه لهما الأكوان لم تقمِ