"والآل والصحب" إذا جمع اللفظان حُمل الآل على الأقربين، نساؤه، أزواجه وذريته وأقاربه، ولهم حق عظيم على هذه الأمة، فهم وصية النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن حقهم أن يصلى عليهم، ويسلم عليهم تبعاً له، لا على جهة الإفراد دونه، فالعرف العلمي خص الصلاة والسلام بالنبي -عليه الصلاة والسلام- استقلالاً، وإن جاز عطف غيره تبعاً له، يجوز عطف غيره تبعاً له، أما على سبيل الاستقلال فالمسألة خلافية بين أهل العلم ما لم تكن شعار لشخص بعينه، فلا يقال أبو بكر -صلى الله عليه وسلم- دون غيره، ولا يقال عمر -صلى الله عليه وسلم- دون غيره، ولا يقال: علي عليه السلام وعليه الصلاة والسلام دون غيره وهكذا، لكن من أهل العلم من يتسامح إذا فعله مع الجميع أحياناً لا يكون دائماً يكون أحياناً، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((اللهم صلِ على آل أبي أوفى)) يستدل به من يقول بالجواز، وإن كان امتثالاً للأمر في قوله -جل وعلا-: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [(103) سورة التوبة] هذا الأمر لمن دفع الزكاة يصلى عليه، اللهم صلِ على فلان، أو على آل فلان امتثالاً للأمر، وهذا خاص في هذا الموضع، أما ما عداه فلا يصلى إلا على النبي -عليه الصلاة والسلام- كما أنه لا يقال: محمد -عز وجل- وإن كان عزيزاً جليلاً، لكن العرف عند أهل العلم خص هذا بالله -جل وعلا-، الترضي خصوه بالصحابة، والترحم على من جاء بعدهم.
"والآل والصحب" الآل أصله أهل، ولذا يصغر على أهيل، ومنهم من يقول: من أول من الهمزة والواو واللام؛ لأنه يؤول إليهم، ويؤولون إليه، يرجع إليهم، ويرجعون إليه أهله منهم من هو من أصوله، ومنهم من هو من فروعه، فهو يرجع إليهم ويؤول إليهم، ومنهم من يقول: أصله أهل، والخطب سهل.