عرفنا بالأمس أن كتب الحديث متون الحديث المرتبة لطلاب العلم لا بد مما يواكبها من المتون الفقهية، فالمتن الفقهي بحاجة ماسة إلى كتب الحديث، لا سيما كتب أحاديث الأحكام، وأيضاً كتب أحاديث الأحكام بحاجة ماسة إلى كيفية الاستنباط عند أهل العلم، والتصرف في النصوص المتعارضة، فتجد في كلام أهل العلم ما يحل لك إشكال في حديثين متعارضين، فيمشيان معاً يتواكبان أعني متون الفقه مع متون الحديث، وكلها مرتبة عند أهل العلم، لا متون الحديث ولا متون الفقه، يعني لو أن الطالب مثلاً بدأ بعمدة الأحكام مع عمدة الفقه، أو بدأ ببلوغ المرام مع زاد المستنقع؟ هذا يخدم هذا، وهذا يخدم هذا.

يقول: ماذا يفعل من كان لديه زوجة ينصحها زوجها عن مشاهدة المسلسلات والأفلام والأغاني فلا تمتثل لأمره، وينصحها دائماً ولكن لا تستجيب، والأدهى من ذلك أن أمها تشجعها على ذلك، هل يتركها أم ماذا يفعل بها؟

على كل حال هذه مخالفات ومعاصي، فعليك أن تستمر في نصحها، وتوجيهها بالرفق واللين، وبيان الأضرار الناتجة والناجمة عن مشاهدة هذه الأفلام وهذه المسلسلات وهذه الأغاني، وتحضر لها البديل، والرفق ما دخل شيئاً إلا زانه، وعليك أن تصبر وتجتهد في نصحها، وتغيير مسارها ومسلكها، ومثل هذه الأمور لا توجب طلاق ولا تقتضيه؛ لأنها مخالفات ومعاصي تتحملها هي، فإذا أبرأت ذمتك بنصحها ومنعت من دخول هذه الأشياء إلى بيتك؛ لأنك أنت صاحب السلطان، لك أن تمنع هذه الآلات من دخول البيت، هذا إذا لم تستجب بالرفق واللين وتتركها قناعة، تتركها بشيء من الحزم.

يقول: إني أستمع إليك عن طريق البث، فهل يحصل لي فضل ما ورد في حديث: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله))؟

يعني أنت تستمع في بيت من بيوت الله أو في بيتك؟ لأنه يوجد في بلدان أخرى يجتمعون في مسجد ويستمعون هؤلاء اجتمعوا في بيت من بيوت الله، لكن إذا كنت تستمع وأنت في بيتك فأنت في بيتك، ولست في بيت من بيوت الله، وأجرك عند الله عظيم، إلا أنه لا يصل إلى حد الأجر المرتب على التعني لحضور الدروس.

يقول: هل الأفضل بالنسبة لي أن أجلس في مصلاي، وأن أقرأ القرآن حتى تطلع الشمس، أو الخروج من المسجد لأجل الاستماع إليكم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015