أكرم مبعوث، وأكرم مخلوق -عليه الصلاة والسلام-، سيد ولد آدم "بخير هدي" بملة الإسلام، بالدين الذي لا يقبل الله من أحد سواه "بخير هدي في أفضل الأممِ" أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- هي أفضل الأمم {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [(110) سورة آل عمران] فهي خير الأمم، وهي أفضل الأمم، وهي أشرف الأمم بهذا النبي الكريم، وبهذا الكتاب العظيم {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} [(44) سورة الزخرف] لشرف لك ولقومك، فشرف هذه الأمة باقتدائها بنبيها، وبتمسكها بكتاب ربها، واعتصامها بسنة نبيها -عليه الصلاة والسلام-.
هذه هي الخصيصة التي بها كرمت وفضلت على سائر الأمم، ومن أعظم الشعائر التي تميزت بها هذه الأمة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي سبب تفضيلها على سائر الأمم {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [(110) سورة آل عمران] فقدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله -جل وعلا- لأنه هو الذي يميز هذه الأمة عن سائر الأمم، وإلا سائر الأمم فيهم المؤمنون؛ لماذا لا يتساوى المؤمن بإبراهيم المؤمن بموسى المؤمن بعيسى المؤمن بغيرهم من الأنبياء بالمؤمنين من هذه الأمة؟ هذه الأمة أفضل وأكرم وأشرف على الله -جل وعلا-؛ لأن هذه الشعيرة لا توجد عند غيرها، والإيمان وإن كان موجوداً إلا أنه هو الأصل ولا يصح عمل بدونه، فهذه الخصيصة هي التي امتازت بها هذه الأمة، وصارت سبباً لتفضيلها على غيرها.
. . . . . . . . . أكرم مبـ ... عوث بغير هدي في أفضل الأممِ
والآل. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني الصلاة على المختار على النبي -عليه الصلاة والسلام- "ثم الصلاة على المختار أكرم مبـ * عوث بخير هدي في أفضل الأمم".
والآل والصحب والأتباع قاطبة ... والتابعين بإحسان لنهجهم
ما لاح نجم وما شمس الضحى طلعت ... وعد أنفاس ما في الكون من نسم