فيا نضارته إذ كان متصفاً ... بذا بدعوة خير الخلق كلهمِ
((نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها)).
كفاك في فضل أهل العلم أن رفعوا ... من أجله درجات فوق غيرهمِ
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [(11) سورة المجادلة] وعرفنا أن هذه الدرجات ليس المراد بها درجات السلم المعهود التي لا تزيد على الشبر، أو ما يقرب من الشبر، لا، هي من درجات الآخرة التي ما بين الدرجة والأخرى مثل ما بين السماء والأرض، والله المستعان.
كفاك في فضل أهل العلم أن رفعوا ... من أجله درجات فوق غيرهمِ
نعم.
اقرأ.
وكان فضل أبينا في القديم على الـ ... أملاك بالعلم من تعليم ربهمِ
كذاك يوسف لم تظهر فضيلته ... للعالمين بغير العلم والحكم
وما اتباع كليم الله للخضر الـ ... معروف إلا لعلم عنه منبهم
مع فضله برسالات الإله له ... وموعد وسماع منه للكلم
وقدّم المصطفى بالعلم حامله ... أعظم بذلك تقديماً لذي قدم
كفاهمو أن غدوا للوحي أوعية ... وأضحت الآي منه في صدورهم
وأن غدوا وكلاء في القيام به ... قولاً وفعلاً وتعليماً لغيرهم
وخصهم ربنا قصراً بخشيته ... وعقل أمثاله في أصدق الكلم
ومع شهادته جاءت شهادتهم ... حيث استجابوا وأهل الجهل في صمم
ويشهدون على أهل الجهالة بالـ ... مولى إذا اجتمعوا في يوم حشرهم
يقول -رحمه الله تعالى- بعد ذلك:
"وكان فضل أبينا" آدم -عليه السلام- "في القديم" في الزمن المتقدم، فضل آدم على الملائكة بأي شيء؟ بالعلم {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ} [(31) سورة البقرة] وكان جواب الملائكة {لاَ عِلْمَ لَنَا} [(32) سورة البقرة] ففضل آدم في الزمن المتقدم، أو فضل آدم على الملائكة بالعلم.
وكان فضل أبينا في القديم على الـ ... أملاك بالعلم من تعليم ربهمِ
كذاك يوسف لم تظهر فضيلته ... للعالمين بغير العلم والحكمِِ