الآن هذا الساحر وهذا الكاهن الذي يدعي علم الغيب هو كاذب على كل حال، نعم، لو جئته وقال: أمك فلانة من غير أن تخبره بها، وأبوك فلان، وزوجتك اسمها فلانة، والثوب الذي تلبسه الآن لونه كذا، وأخبرك بتفاصيل مطابقة للواقع، فهل نقول: إنه صادق أو كاذب؟ كاذب، ولا يجوز بحال أن نقول: صادق، ولو طابق كلامه الواقع، هذا حكم شرعي ما للعقل فيه مجال، ولا تطبيق قواعد اللغة ولا غيرها ما فيها مجال هنا، هو كاذب على أي حال، نظيره يعني أمر واضح، يعني لو أن ثلاثة رأوا بأم أعينهم شخصاً يزني فذهبوا إلى الجهات للحاكم وقالوا: رأينا، ما أخبرنا ولا سمعنا رأينا فلان يزني بفلانة، رأينا الميل في المكحلة، الحاكم يقول: صادقين وإلا كاذبين؟ إذا لم يأتوا بأربعة شهداء فأولئك هم الكاذبون، هم كاذبون ولو صدقوا، ولو طابق قولهم الواقع؛ لأن المسألة مسألة شرع، يعني لو أخبرك بجميع التفاصيل فهو كاذب، ولذا جاء الوعيد على من صدقه؛ لأنه قد يبهر الإنسان فيجد نفسه ملزم بتصديقه، نقول: كذب، ولا أدل من ذلك على أنه يأتي الشهود الثلاثة الثقات الأخيار يقولون: رأينا فلان يزني، فأولئك هم الكاذبون، ويجلدون على ثمانين جلدة؛ لأن هذه أحكام شرعية منضبطة، يقول لك: ((من ذهب إلى عراف أو كاهن فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) يعني ولو قال له، يعني لأنه احتمال يقول لك: أمك فلان، يعني ذهب شخص مع الأسف حافظ للقرآن وإمام جامع، ودخل على زوجته فحصل له ما حصل من سحر، فذهب إلى ساحر -خارج هذه البلاد- فقال له: أنت دخلت على فلانة في بلد كذا في يوم كذا، وكان عليها من الملابس كذا، فدخلت عليكم امرأة هذه صفتها فرشتكم بطيب، هذه العلبة هذا باقي الطيب، ويش قال هذا الحافظ؟ قال: صدقت صدقت، هل يخفى عليه النص؟ والله ما يخفى عليه؛ لماذا؟ لأن هذا كلامه طابق الواقع، لكننا شرعاً ملزمون بأن نكذبه ولو طابق كلامه الواقع، ونظير ذلك القذفة، يعني أنت أحياناً كلامك ما فيه أدنى إشكال، رأيت الرجل يجامع المرأة مثل ما يجامع الزوج زوجته، ما عندك أدنى ريب، تروح تشهد كاذب أنت ولو رأيت؛ لأن هذه أحكام شرعية، يعني ما فيها المسألة مسألة كفر، تصدق كافر ما يمكن أن يأتي شرع بهذا.