"والدين" هذا الدين الواسع "أفيح" فيه سعة في شموله لجميع نواحي الحياة، الدين أفيح يسع جميع التصرفات، فما من تصرف يتصرفه المكلف إلا وللدين فيه حكم، وغير المكلف أيضاً حتى جنايات البهائم في الشرع لها أحكام، الدين أفيح واسع، فهو يشمل جميع نواحي الحياة، ومن الضلال أن يزعم بعض الناس أن شيئاً من مناحي الحياة يمكن أن يستفاد من غير الدين، ويمكن أن يُستغنى عن الدين في هذه الجهة، لا يا أخي الدين شامل لكل شيء، لكل ما يحتاجه الناس، الدين أفيح، أفيح في عباداته، في المعاملات، في جميع نواحي الحياة، ومن نعم الله -جل وعلا- أن الأعمال متنوعة فيه، لا سيما ما يربط المخلوق بالخالق، وما تحقق به العبودية التي من أجلها خلق الإنس والجن من نعم الله -جل وعلا- أن تنوعت هذه العبادات، يعني ما صارت العبادة بالصلاة فقط، ولا بالصيام فقط، ولا بالحج فقط، ولا بالذكر، ولا بتلاوة القرآن فقط، تنوعت؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- ركب في بني آدم غرائز يتفاوت فيها بعضهم عن بعض، فمن الناس لو أن الله -جل وعلا- جعل العبادات كلها مالية، من الناس عنده استعداد يصلي ألف ركعة ولا ينفق درهم، مثل هذا ويش تصير حياته لو أن الدين -لأن الذي اضطرنا أن هذا الدين أفيح واسع- لو أن الدين جاء بالإنفاق فقط، ما في عبادات بدنية، كيف يعيش مثل هذا؟ وفي المقابل بعض الناس عنده استعداد ينفق الأموال الطائلة ولا يصلي ركعتين، مثل هذا كيف يعيش لو كانت العبادات كلها بدنية؟ فالله -جل وعلا- نوع العبادات لحكم عظيمة وشيخ الإسلام له رسالة في تنوع العبادات ليتكامل الناس، بعض الناس يتمنى .. ، مو الأنظمة تضع على المخالفات ضرائب، أحياناً بعض الضرائب ثلاثمائة ريال، ستمائة ريال، تسعمائة ريال، وبعض الناس يتمنى أن تكون تسعمائة جلدة ولا تسعمائة ريال، فمثل هذا لو كانت العبادات مالية يمكن ما يستطيع أن يعيش، فالله -جل وعلا- ركب فيهم هذه الغرائز، ونوع العبادات لكي يصل إلى مراده بإذن الله -جل وعلا- من خلال هذه العبادة التي يسرت له وسهلت عليه، على أن القدر المشترك الواجب من كل نوع لا يعفى منه أحد.

ثم قال الناظم -رحمه الله تعالى-:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015