منقلبة عن الواو، فإن نوى فيه المضافَ إليه، وجعله معرفة، كانت الألف في تقديرِ ضمة، ومن جعله نكرة، كانت الألف في تقدير كسرة، كما تكون "عَصا" كذلك.

وكذلك "عالٍ"، و"مُعالٍ"، فهو تامٌّ، إذا كانت نكرة، كان مجرورًا ونوّن، وإذا كان معرفة، حُذف منه التنوين، وكان بالياء، وكانت الضمة فيه منوية. هذا هو القياس.

فأما "بَجَلْ"، فهي اسم من أسماء الأفعال معناها: "اكْتَفِ"، و"اقْطَعْ". وهي مبنية على السكون لوقوعها موقعَ الفعل المبني، وسكنت على مقتضى القياس في كل مبني. وقد يُدْخِلون عليها الكافَ، فيقولون: "بَجَلْكَ"، كما يقولون: "قَطْكَ"، و"قَدْكَ"، إلا أنهم يقولون في إضافته إلى النفس: "بَجَلِي"، ولا يكادون يقولون: "بَجَلنْي" كما يقولون: "قَطنِي". وإنما ذُكرت هاهنا, لأنها في معنَى "حَسْبُ"، فاعرفه.

فصل [أحكام "حيث"]

قال صاحب الكتاب: وشبه "حَيْثُ" بالغايات من حيث ملازمتها الإضافة. ويُقال "حَيْثُ" و"حَوْثُ" بالفتح والضم فيهما, وقد حكى الكسائي: "حَيْثِ" بالكسر. ولا يُضاف إلى غير الجملة, إلا ما روي من قوله [من الرجز]:

631 - أما ترى حيث سهيل طالعاً ... [نجمًا يضيء كالشهاب لامعا]

أي مكان سهيل وقد روى ابن الأعرابي بيتاً عجزه [من الطويل]:

632 - [ونطعنهم حيث الحبي بعد ضربهم ... ببيض المواضي] حيث لي العمائم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015