لم يُرِد ههنا التشبيه، بل اليقين. ومما لا يكون فيه "كَأَنَّ" إلَّا عارية من معنى التشبيه قوله [من البسيط]:
605 - كأنني حِينَ أُمْسِي لا تُكَلمُني ... مُتَيم يَشْتَهِي ما ليس مَوْجُودَا
أي: أنا حين أمسي هذه حالي. وذهب أبو الحسن إلى أنّه "وَيْكَ" مفصولة من "أنهُ"، وكان يعقوبُ يقف على "وَيْكَ" ثم يبتدىء: "أنهُ لا يفلح الكافرون"، كأنه أراد بذلك الإعلام بأنّ الكاف من جملةِ "وَيْ"، وليست التي في صدرِ "كأن" إنما هي "وَيْ" على ما ذكرنا أضيف إليها الكافُ للخطاب على حدها في "ذلِكَ"، و"أُولئك"، ويُؤيد ذلك قول عَنْتَرَةَ [من الكامل]:
606 - ولقد شَفَى نَفْسي وأَبْرَأَ سُقْمَهَا ... قَوْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ