أي: بَدَدًا بمعنَى متبددة، فهو مصدرٌ في معنى اسم الفاعل، كقولهم: "عَدْلٌ" بمعنى "عادِلٍ"، و"غَوْرٌ" بمعنى "غائِرٍ". والتحقيقُ فيه أنّه اسم لمصدر مؤنّث معرفة، كأنّه البَدَّةُ، وإن كان لا يُتكلّم به، كأنّه أصلٌ مرفوض، ومثله قولُ حسّان [من الكامل]:
565 - كُنَّا ثَمانِيَةً وكانوا جَحْفَلاً ... لجبًا فشُلُّوا بالرِّماحِ بَدادِ
أي: متبدِّدين.
فإن قيل: بَدادِ معرفة فيما زعمتم، وهي ههنا حالٌ، والحال لا تكون إلا نكرة. فالجوابُ: يجوز أن يجيء الحال معرفةً إذا كان مصدرًا، نحو: "فعلتَه جَهْدَك وطاقتَك"، و"أرسلها العِراكَ" من قوله [من الوافر]:
فَأَرْسَلَها العِراكَ ولم يَذُدْها ... ولم يُشْفِقْ على نَغصِ الدِّخالِ (?)