فلانًا لا يُطيق أن يحمِل الفِهْرَ فمِن بَلْهِ أن يأتي بالصخْرة". يقول: لا يُطيق أن يحمل الفهر، فكيف يطيق حَمْلَ الصخرة؟ وبعضُ العرب يقول: مِن بَهْلِ أن يحمل الصخرةَ، فقلب. وهذه الحكايةُ من دخولِ "مِنْ" عليه، والإضافةُ في قوله: "بَلْهَ الأكفّ"، والقلبُ في قولهم "بهل"، يدل على أنّه مصدرٌ؛ لأنّ اسم الفعل لا يُضاف، ولا يدخل عليه عواملُ الأسماء؛ لأنّه في معنَى الفعل. ولذلك قال أبو الحسن: إِنّ "دُونَكَ" في الإغراء لا ينتصب على حد انتصابه قبل التسمية والنِّيابةِ عن الفعل، فاعرفه.
قال صاحب الكتاب: "فعال" على أربعة أضرب التي في معنى الأمر كنزال وتراك وبراك ودراك ونظار وبداد أي ليأخذ كل منكم قرنه. ويقال أيضًا "جاءت الخيل بداد", أي متبددة ونعاء فلاناً، ودباب للضبع أي دبي، و"خراج" لعبة للصبيان, أي: أخرجوا, وهي قياس عند سيبويه في جميع الأفعال الثلاثية (?). وقد قلت في الرباعية كـ "قرقار" في قوله [من الرجز]:
557 - [حتي إذا كان علي مطار ... يمناه واليسري علي الثرثار]
قالت له ريح الصبا قرقار