والإرْبَةُ والمَأْرَبَةُ": الحاجَة، وخصَّ المسلمين بذلك دون غيرهم لَأمْرَين:

أحدُهما: أنّ الغالب على المسلمين التكلُّمُ بلسان العرب، والنحْوُ قانونٌ يُتوصّل به إلى كلام العرب.

والأمرُ الثاني أنّه وَسيلةٌ إلى معرفة الكتاب العزيز والسُنّةِ اللذين بهما عمادُ الإسلام.

...

وقوله: "وما بي من الشفَقَة والحَدَب على أَشْياعي من حَفَدة الأَدَب".

"الشفَقَةُ": بمعنى الحَذَر، يقال: "أَشْفَقْتُ عليه"، إذا خَشِيتَ عليه، و"أَشْفَقْتُ منه"، إذا حَذِرْتَه. والمصدر "الإشفَاقُ"، و"الشفَقَة" الاسم، و"الحَدَبُ": التعَطُّفُ، يقال: حَدِبَ عليه، وتَحَدَّبَ، إذا تَعَطَّفَ. و"الأَشْياعُ": الأَحْزابُ والأعوانُ.

والحَفَدَةُ: الخَدَمُ، واحدُهم "حافِدٌ"، على حَدِّ "كافرٍ وكَفَرَةٍ ".

* * *

وقوله: "لإِنْشَاءِ كِتابٍ في الإعراب، مُحِيط بكافّةِ الأبواب".

"الإنشاءُ": الاختراعُ، يقال "أَنْشَأَ خُطْبَةً ورِسالةً وقصيدةً" إذا اخترع ذلك.

وقوله: "بكافّةِ الأبواب". شاذٌّ من وجهَين: أحدُهما أنّ كافَّةً لا تُستعمل إلّا حالًا (?)، وههنا قد خفضها بالباء، على أنّه قد ورد منه شيءٌ في الكلام عن جماعةٍ من المتأخّرين، كالفارقيّ الخطيب، والحَرِيريّ، وقد عيب عليهما ذلك، والذين استعملوه لَجَؤوا إلى القياس، والاستعمالُ ما ذكرناه. والوجه الثاني: أنّه استعمله في غير الأنَاسيّ، و"الكافّةُ": الجماعة من الناس لُغَةً.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015