قال الشارح: المراد بالفواصل رُؤوسُ الآي ومقاطعُ الكلام، وذلك أنّهم قد يطلبون منها التماثلَ كما يُطلَب في القوافي، والقوافي يُشترط فيها ذلك، ولذلك سُمّيت قافيةً، مأخوذٌ من قولهم: "قَفَوْتُ"، أي: تَبِعْتُ، كأنّ أواخر الأبيات يتبع بعضها بعضًا، فتجري على منهاج واحد. فإذا وقفوا عليها، فمنهم من يُسوِّي بين الوصل والوقف، كأنّهم يفرقون بين الشعر والكلام بذلك، فيقولون [من الطويل]:

قِفَا نَبْكِ من ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلي (?)

وقالوا [من الوافر]:

سُقِيتِ الغَيْثَ أَيَّتُهَا الخِيامو (?)

وقالوا في النصب [من الوافر]:

أَقِلّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابا (?)

فيقفون كما يصلون. ومنهم من يُجْريه مجرى الكلام، فيُثْبِت فيه ما يُثْبِت في الكلام، ويحذف فيه ما يحذف فيه، وينشدون:

أَقِلّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابْ

وسقيت الغيث أيّتها الخيامْ

كما يفعلون ذلك في الكلام، وقد يحذفون من الياءات الأصلية والواواتِ ما لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015