منهما نحوُ قول امرئ القيس في إنشاد كثير من بني تميم [من الطويل]:

قِفَا نَبكِ مِن ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنزِلِن ... [بِسْقطِ اللّوَى بينَ الدَّخولِ فَحَوْمَلن] (?)

وقول جرير [من الوافر]:

أقلّي اللوم عاذل والعتابنْ (?)

فالنون هنا معاقبةٌ للياء والألف في "منزلِي" و"العتابا". ونحو قوله [من الوافر]:

سُقِيتِ الغَيثَ أيَّتُها الخِيامُنْ (?)

وقالوا [من الرجز]:

دَايَنتُ أروَى والدُّيونُ تُقضَن (?)

فجاؤوا بها مع الفعل كما تجيء حروفُ اللين إطلاقًا. وقد جاؤوا بها مع المضمر.

قالوا [من الرجز]:

يا أبَتا عَلَّكَ أو عَساكَنْ (?)

فهذه النون ليست زائدة علي بناء البيت، بل هي من تمامه. وأما الثاني، فهو إلحاقها نَيَّفًا عن آخر البيت بمنزلة الخرم في أوّله، نحوُ قول رُؤبة [من الرجز]:

وقاتِمِ الأعْماقِ خاوِي المُختَرَقِن ... مُشتَبِهِ الأعلامِ لَمّاعِ الخَفَقِن (?)

النون في "المخترقن" زيادةٌ؛ لأنّ القاف قد كمّلت وزنَ البيت؛ لأنّه من الرجز، فالقافُ بمنزلة النون في "مُستفعِلُن". ويسمّي أبو الحسن هذه النون الغالي. وسمّوا الحركةَ التي قبلها الغُلُوّ؛ لأنّه دخل دخولًا جاوَزَ الحدَّ؛ لأنَّه مُنع من الوزن. والغُلُوُّ. تَجاوُزُ الحدّ. ومثله [من الرجز]:

1200 - ومَنْهَلٍ وردتُه طامٍ خالْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015