الكتاب العزيز إلّا موجبةً، إلّا في موضع واحد، وهو قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} (?). قال: ومنه قول الشاعر [من الكامل]:
1033 - ظَنّي بهم كَعَسَى وهُمْ بتَنُوفَةٍ ... يَتنازعون جَوائِزَ الأمثالِ
والمراد: ظنّي بهم كاليقين. فلمّا تناهت "عَسى" في بابها، وكان فيها ما ليس في "كاد"، أخرجت عن بابها وبابِ الفعل إلى حيّز الحروف وجمودها. وأما قول حسان [من الكامل]:
1034 - وتكاد تَكْسَلُ أن تجيء فِراشَها ... في جِسْمِ خَرْعَبَةٍ وحُسْنِ قَوامٍ
فإنّه قد قيل: إنّ "تكاد" فيه زائدةٌ، والمراد أنها تكسل أن تجيء فراشها لدَلالها.