قال صاحب الكتاب: وقد يدخل على بعضها تاء التأنيث كالمزلة والمظنة والمقبرة والمشرقة وموقعة الطائر, وأما ما جاء على مفعلة بالضم كالمقبرة والمشرقة والمسربة فأسماء غير مذهوب بها مذهب الفعل.
* * *
قال الشارح: وقد أنّثوا بعض هذه الأسماء، كأنهم أرادوا البُقْعَة، فقالوا: "المَزِلّة" لموضع الزَّلَل، وكسروه لأن المضارع منه مكسور، وقالوا: "المَظَنَّةُ" لموضع الظَنّ، ومَأْلفه، وهو مفتوح لأنّه من "ظنّ يظُنّ" بالضمّ، و"المَقْبَرَة" لموضع القبر، و"المَشْرَقَة" لموضع شروق الشمس، وهو موضع القعود فيها، وقالوا: "مَوْقَعة الطائر"، وهو الموضع الذي يقع عليه، وهو مفتوح القاف من "وقع يَقَعُ" مفتوحٌ لمكان حرف الحلق.
فأمّا ما جاء مضمومًا، نحوَ: "المَقْبُرة"، و"المَشْرُقة"، و"المَشْرُبة"، للغُرْفة، فهي أسماءٌ فالمقبرة: اسمٌ لموضع القبور، وليس لمكان الفعل، والمشرقة: اسمٌ للموضع الذي يقع فيه التشريق، وكذلك المشربة: اسمٌ للغرفة، ولو أُريد مكان الفعل، لقيل: "المَقْبَرَة"، و"المَشْرَقة"، و"المَشْرَبة" بالفتح.
قال صاحب الكتاب: وما بني من الثلاثي المزيد فيه والرباعي, فعلى لفظ اسم المفعول كالمدخل والمخرج والمغار في قوله [من الطويل]:
937 - [وما هي إلا في إزار وعلقةٍ] ... مغار ابن همام على حي خثعما