السر وأخفى} (?) , أي: وأخفي من السرّ, وقول الشاعر [من الرجز]:
يا ليتها كانت لأهلي إبلا ... أو هزلت في جدب عام أولا (?)
أي: أول من هذا العام, و"أول" من "أفعل" الذي لا فعل له كـ "آبل", ومما يدل على أنه "أفعلُ": الأولى والأول. ومما حذفت منه "مِنْ" قولك: الله أكبر وقول الفرزدق [من الكامل]:
925 - إن الذي سمك السماء بني لنا ... بيتاً دعائمه أعز وأطول
* * *
قال الشارح: اعلم أنهم قد يحذفون "مِنْ" من "أفعل" إذا أريد به التفضيل، ومعنى الفعل، وهم يريدونها، فتكون كالمنطوق بها، نحو: "زيد أكرم وأفضل"، فلم تأت بألف ولام، كما لم تأت بها مِع "مِنْ"؛ لأن الموجود حكمًا كالموجود لفظًا، ومنه قوله عزّ وجل: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} (?) أي: أخفى منه، أي: من السرّ، وهو حديث النفس.