وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ حَقِيقَةً فِي أَحْدِهِمَا، مَجَازًا فِي الثَّانِي؛ إلا أَنَّهُ لَا يُعْلَمُ أَنَّهُ حَقِيقَةٌ فِي أَيِّهِمَا، وَمَجَازٌ فِي أَيِّهِمَا.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ يُفِيدُ التَّرْجِيحَ الَّذِي هُوَ الْقَدْرُ الْمُشْتَرَكُ بَينَ التَّرْجِيحِ المَانِعِ مِنَ النَّقِيضِ، وَبَينَ التَّرْجِيحِ الَّذِي يَجُوزُ مَعَهُ النَّقِيضُ، وَلَا دَلالَةَ فِيهِ أَلْبَتَّةَ لَا عَلَى الْمَنْعِ مِنَ التَّرْكِ، وَلَا عَلَى الإِذنِ فِيهِ، وَهذَا الوَجْهُ أَحْسَنُ الْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ.
وَمِنْهُمُ مَنْ قَال: إِنَّهُ يُفِيدُ النَّدْبُ؛ وَهذَا القَوْلُ قَويٌّ أَيضًا.
===
الثاني: النَّدْب؛ كقولِه تَعَالى: (فَكَاتِبُوُهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيرًا} [النور 33].
الثَّالث: الإِبَاحَة؛ كقوله تعالى: {وَإذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة 2].
الرابع: التهديد؛ كقوله تعالى: {اعْلَمُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت 40].
الخامس: الإِرْشَاد؛ كقوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا إذَا تَبَايَعْتُمْ} [البقرة 282] فيفارق الندب: بأنه لمصالح الدُّنْيَا.
السادس: التَّأدِيب؛ كقوله - عليه الصلاةُ والسلام - لِابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه -: "كُلْ مِمَّا يَلِيكَ ... ".
ويفارق الإِرْشَادَ: بأنَّه لحقِّ الغير.
السابع: التَّسْويَة؛ كقوله تعالى: {فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا} [الطور 16].
الثامن: الإِهَانَة؛ كقوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان 49].
التاسع: الاحْتِقَارُ؛ كقوله تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [طه 72].
العاشر: الإِنذار؛ كقوله تَعَالى: {قُلْ تَمَتَّعُوا} [إبراهم 30].
الحادي عشر: الامْتِنان؛ كقوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [الأعراف 160].
الثاني عشر: الإِكرام؛ كقوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: 46].
الثالِثَ عَشَر: التَّعْجِيز؛ كقوله تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [يونس 38].