قال رحمه الله تعالى: (فإنه إذا صدق قولُنا: هذا إشارة إلى دليل العكس، ولم يذكر دليل الافتراض لما سبق لك أنه إنما يجري في الموجبات والسوالب المركبة دون البسيطة) وهذه بسيطة لا يتأتى فيها دليل الافتراض.
قال: (فإنه إذا صَدق قولنا: لا شيء من الإنسان بحجر، صَدق عكسُه) لأنه يلزم من صِدقِ الملزوم صِدقُ اللازم.
(صدَق عكسه وهو قولنا: لا شيء من الحجر بإنسان، وإلا لصدَق نقيضُه وهو: بعض الحجر إنسان).
يعني: نستدل الآن على صحة قولنا بإبطال النقيض (وإلا لصدق نقيضُه أو بعض الحجر إنسان.
وينعكسُ) يعني: يلزمه صدقُ عكسِه (إلى قولنا: بعض الإنسان حجرٌ وهو كاذب) لأنه نقيض الأصل ولا يجتمعان، ولا يرتفعان.
(وقد كان الأصل: لا شيء من الحجر بإنسان).
قال: (صوابُه: لا شيء من الإنسان بحَجَر) هذا المقطع فيه ركاكة، فيه أخطاء في الأمثلة.
قال هنا: (وقد كان الأصل: لا شيء من الحجر بإنسان).
(صوابه: لا شيء من الإنسان بحجر) اختصرناه من الحاشية.
(هذا خُلفٌ أي: تناقضٌ. والأصل صادقٌ فنقيضُه كاذب.
فمعكوسُه كاذب فنقيضُه وهو العكس صادق وهو المطلوب).
قال: (أو يُضم) هذا إشارة إلى دليل الخُلف.
(أو يُضم هذا النقيض إلى الأصل ليُنتِج سلب شيء عن نفسه) كما مر معنا.
هكذا: بعض الإنسان حجر. صوابُه: بعض الحجر إنسان، غلط يعني، صوابه: بعض الحجر إنسان.
ولا شيء من الحجر بإنسان، صوابُه: ولا شيء من الإنسان بحجر.
(لينتج بعض الإنسان ليس بإنسان وهو محال) باطل.
(أي: ولا خلل إلا من نقيض العكس فهو كاذب والعكس صادق) وهو المطلوب.
لأن الخلل إما في الهيئة وإما في المادة كما سيأتي في آخر البحث يعني: في المنْطِق.
(وإنما قال: كُلّيّة ولم يقل: كنفسها؛ لأنه إنما تعرَّض للعكس بحسب الكم دون الجهة، والكلامُ عليه) يعني: على العكس.
(بحسَب الجهة طويل) يُطلب من المطولات.
قال هنا: (وإنما قال: كُلّيّة ولم يقل: كنفسها؛ لأنه إنما تعرَّض للعكس) معناه: أن الكُلّيّة والجزئية عبارة عن الكمية التي الكلام فيها.
ولذلك عبَّر بها بخلاف ما لو عبَّر بالنفس، فإنها ليست من الكمية.
والجهةُ وإن كانت لا تدخل في نفس القضية؛ لأنها صفة للنسبة لكنه ربما تُوهِّم شمول النفس لها فيقتضي أنه تعرَّض للعُكوس باعتبارها والواقع بخلافه.
إذاً مرادُه: لم يتعرض للعكوس باعتبار الجهات؛ لأن الكلام فيها طويل.
قال: (وَالٍسَّالِبَةُ الجُزْئِيَّةُ لاَ عَكْسَ لَهَا).
السالبة الجزئية الذي عبَّر عنها: لاجتماع الخستين: الخسة الأولى وهي الجزئية، الثانية السلب. السلب يقابله الإيجاب والإيجاب أكمل، والجزئية يقابلها الكُلّيّة والكُلّيّة أكمل.
إذاً: اجتمع فيها النقصان .. الخستان: السلب والجزئية. هذه لا عكس لها.
(لُزُومًا) يعني: لا يلزم.
ولذلك قال: (وَالٍسَّالِبَةُ الجُزْئِيَّةُ لاَ عَكْسَ لَهَا لُزُومًا) قال العطار: (هو محط النفي.
فلا ينافي أنها تنعكس في بعض المواد لكنه غير مطرد) فإذا لم يكن مطرداً فلا قاعدة.
(وإلا لانتقض بمادةٍ) يعني: العكس.
(وإلا) أي: بأن قلنا بانعكاس السالبة الجزئية.