والحاصل: أنه إذا ذُكِرت الرابطة لا اشتباه، وعند حذفِها تصلح المادة أن تكون معدولة المحمول وسالبة؛ بحسب تقدير الرابط قبل السلب وبعده، وهما مختلفان في المفهوم .. ) إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.
قال هنا: (ومحصَّلةُ الموضوع معدولة المحمول نحو: كل إنسان هو لا كاتب؛ لأن كل إنسان وجودي، حُكِم عليه بأمرٍ عدَمي "لا كاتب".
ومحصَّلة المحمول المعدولة الموضوع نحو: كل لا حيوان جماد؛ لأن جماداً وجوديٌ حُكِم به على أمرٍ عدمي.
والسالبة أيضاً إما محصَّلة أو معدولة) يعني: التقسيم السابق كلُّه للموجبة، والتقسيم الآتي كالسابق لكنه يكون سالبة.
(والسالبة أيضاً أي: في الانقسام إلى الأقسام الأربعة.
وحينئذٍ تكون جميعُ الأقسام ثمانية على التفصيل الذي ذكره المحشي؛ لأن محصَّلة الطرفين قِسمٌ، ومعدولتهما قسمٌ آخر فهذان قسمان.
ومحصَّلة الموضوع معدولة المحمول، وبالعكس فالأقسام أربعة).
طرفان .. الأول دون الثاني، الثاني دون الأول.
(ومحصَّلة الموضوع معدولة المحمول، وبالعكس فالأقسام أربعة، وكلٌ منها إما موجبة أو سالبة.
وقد ذكر الشارح جميع الأقسام، ومن أخذ بالظاهر جعلَها اثني عشر قسماً وكأنه لم يتفطن لاندراج بعض الأقسام في بعض).
لا. هو قال: اثنا عشر، ثم قال: وترجع إلى ثمانية، لا إشكال.
هو الأصل أنها اثنا عشر، لكن دخل بعضُها في بعض والتنصيص عليه مهم، وحينئذٍ صارت أو آلت إلى الثمانية.
(والسالبة أيضاَ إما محصَّلة أو معدولة، وكلٌ منهما) المحصَّلة والمعدولة.
(إما بطرفيها، أو بالموضوع فقط، أو بالمحمول فقط.
فمحصَّلة الطرفين نحو: الإنسان ليس بكاتب) الإنسان مُثبَت غير منفي، كاتب مُثبت غير منفي، إذاً: هذه محصَّلة طرفين: الموضوع والمحمول.
(لأن طرفيها وجوديان، وقد سُلب فيها أمرٌ وجودي عن أمرٌ وجودي.
ومعدولتُهما -أي: الطرفين- كلُّ ما كان غير كاتبٍ ليس غير ساكن الأصابع).
كل ما كان غير كاتب ليس .. "ليس" هذه التي دخلت على النسبة.
"غير ساكن الأصابع" هذا المحمول، "غير" هذه أداة سلب. إذاً: كلٌ منهما مسلوب.
(لأنه سُلِب فيه أمرٌ عدمي عن أمر عدمي).
(سُلِب فيه أمرٌ عدمي) الذي هو: غيرُ ساكن الأصابع.
(عن أمر عدمي) هو غير كاتب.
"كل ما كان غير كاتبٍ" هذا الموضوع، "غير ساكن الأصابع" هذا المحمول.
إذاً: سُلِب عدمٌ عن عدم، و"ليس" هي أداة السلب للنسبة.
(لأنه سُلِب فيه أمرٌ عدمي عن أمر عدمي.
ومحصَّلة الموضوع المعدولةُ المحمول نحو: الإنسان ليس) هذا دخلت على النسبة (غيرَ كاتبٍ) غير كاتب محمول هذا منفي.
(فحرفُ السلب الثاني) الذي هو "غير" جزءٌ من المحمول، "ليس" هذه دخلت على مركَّب، صار كأنه كلمة واحدة وهي غير كاتبٍ.
فحينئذٍ "غير" جزء من المحمول مثل: أقومُ ونقوم صارت حرف المضارعة جزءاً من الفعل المضارع، (حرفُ السلب الثاني وهو غير جزءٌ من المحمول.
وبه صار المحمول عدمياً والأول) الذي هو ليس .. ليس غير.
(خارجٌ عن المحمول، وهو الدال على قطع النسبة بين الطرفين).
قال: (ومحصَّلةُ المحمول معدولةُ الموضوع).
(محصَّلة المحمول) يعني: غير منفي.
(معدولةُ الموضوع) يعني: منفي الموضوع.