الفصل الثاني
4532 - عن أسامة بن شريك قال: قالوا: يا رسول الله! أفنتداوى؟ قال: ((نعم، يا عباد الله! تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، غير داء واحد، الهرم)). رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود. [4532]
4533 - وعن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكرهوا مرضاكم على الطعام؛ فإن الله يطعمهم ويسقيهم)). رواه الترمذي، وابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. [4533]
4534 - وعن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة من الشوكة. رواه الترمذي، وقال: هذا حديث غريب. [4534]
4535 - وعن زيد بن أرقم، قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتداوى من ذات الجنب بالقسط البحري، والزيت. رواه الترمذي.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الثاني
الحديث الأول عن أسامة: قوله: ((أفنتداوى؟)) الفاء عطف على مقدر يستدعيه الهمزة. يعني: أنعتبر الطب فنتداوى، أو نتوكل على الله تعالى ونترك التداوي؟. والجواب بقوله: ((يا عباد الله)) مشعر بأن التداوي لا يخرجهم عن التوكل, يعني داووا, ولا [تعتقدوا] الشفاء علي التداوي, بل كونوا عباد الله متوكلين علية. قوله: ((الهرم)) ((نه)): الهرم الكبر وقد هرم يهرم فهو هرم, جعل الهرم داء تشبيها به؛ لأن الموت [يعقبه] كالأدواء.
الحديث الثاني عن عقبة: قوله: ((يطعمهم ويسقيهم)) ((قض)): أي يحفظ قواهم ويمدهم بما يفيد فائدة الطعام والشراب، في حفظ الروح وتقويم البدن. ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم: ((أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني)) وإن كان ما بين الإطعامين والطعامين بوناً بعيداً.
الحديث الثالث عن أنس رضي الله عنه: قوله: ((من الشوكة)) ((نه)): الشوكة حمرة تعلو الوجه والجسد، يقال منه: يشك الرجل وهو مشكوك، وكذلك إذا دخل في جسده شوكة.
الحديث الرابع والخامس عن زيد: قوله: ((من ذات الجنب)) ((من)) الابتدائية متعلقة بقوله: