أحدَهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمت: عطس فلان فشمته، وعطست فلم تشمتني، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن هذا حمد الله وأنت لم تحمد الله)).
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
"وعنه" يعني عن أنس "-رضي الله تعالى عنه- قال: عطس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان" العطاس لا يحتاج إلى تعريف، معروف عند كل أحد، والعطاس نعمة من نعم الله، يخرج بسببه الأبخرة المجتمعة في الدماغ بحيث لو اجتمعت وتراكمت لضرت الإنسان، وهو أيضاً يزلزل البدن، كما يقول أهل العلم، العطاس يزلزل البدن، فكونه ينتهي بسلام، تنتهي هذه الزلزلة يعني وجه شبه مع زلزلة الأرض هذا كلام أهل العلم، كونه ينتهي بسلام، وتخرج هذه الأبخرة المحتقنة في الدماغ نعمة من نعم الله -جل وعلا-، تحتاج إلى شكر، والله -جل وعلا- يقول: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [(7) سورة إبراهيم] فتحتاج إلى شكر بأن يقول العاطس: الحمد لله، وإن قال: الحمد لله رب العالمين فقد جاء ما يدل عليه.