من خوف على دينه من فتنة، إذا خشي على دينه من فتنة، رأى الفتن تموج في الناس، وكل يوم أو كل ساعة يسقط واحد، وجاء في أحاديث الفتن أنه يأتي فتن كبيرة يصبح الرجل مسلماً ويمسي كافراً، فمثل هذه الحالة إذا تمنى أن يموت على أحسن حال على أكملها وعلى حاله من الدين والعلم والفضل لا بأس، شريطة أن يكون على هذه الحال لا لذات الموت، كما قال يوسف -عليه السلام-: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [(101) سورة يوسف] يعني حال كوني مسلماً، فهو ليس تمني للموت لذات الموت، وإنما تمني للموت على الإسلام، وإنما المحظور أن يكون تمني الموت من أجل ضرر دنيوي نزل به، إذا ضاقت به المسالك، وأراد أن يتمنى وعجز عن أن يصد نفسه عن هذا، فإن كان لا بد متمنياً فليقل .. ، يترك الأمر لله -جل وعلا-، يختار له ما هو الأصلح له ((فإن كان لا بد متمنياً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي)) فإذا كانت الحياة شر له فالوفاة ((وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)) فيترك الاختيار لله -جل وعلا-، فإن كانت الحياة خيراً له بأن يزول عنه هذا الضرر، ويكسب في بقية عمره ما يوصله إلى الله -جل وعلا- فيسأل الله الحياة: ((اللهم أحيني)) وإذا كان بالعكس إذا كانت الوفاة خير له لما يخشى على نفسه من فتنة في دينه، ولو كانت الفتنة مرتبة على أمر دنيوي؛ لأن بعض الناس إذا خسر خسائر أو أصيب بمرض جزع وتضرر في دينه، فيسأل الخيرة من الله -جل وعلا-، إذا كانت الوفاة خير له إن يتوفاه الله على حال حسنة غير مبدل ولا مغير.
سم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، أما بعد:
قال المؤلف -رحمه الله تعالى-:
وعنه -رضي الله عنه- عطس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان فشمت أحدُهما ولم ...
فشمت أحدَهما.
نعم؟
أحدَهما.
عفا الله عنك.
وعنه -رضي الله عنه- عطس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان فشمت أحدُهما ...
أحدَهما.