((ولا تباغضوا)) ولا تباغضوا والمحاسدة والمنافسة والمباغضة والتدابر كلها مفاعلة، مدابرة، منافسة، مباغضة، كلها مفاعلة تكون من طرفين، فهل إذا حصلت من طرف واحدة جازت والممنوع من الطرفين أو إذا حصلت من طرف فهي مذمومة وتدخل في الحديث، وأشد منها أن يسود هذا بين المسلمين ويحصل بين جميع الأطراف؟ ويكون حينئذٍ أسوأ، يعني كون زيد يبغض عمرو فقط وعمرو يحبه أسهل، أو لو وجدت المباغضة من الطرفين، زيد يبغض عمراً، وعمرو يبغض زيداً، أيهما أسوء؟ أسوأ المفاعلة؛ لأنه إذا كان كل واحد يبغض الثاني ما أمكن الإصلاح، لكن لو كان زيد يبغض عمراً، وعمرو يحبه سعى عمرو في إرضائه، ومثل هذا المحاسدة، قد يقول قائل: إن وجود الأمر من طرف واحد أشد من وجوده من الطرفين؛ لماذا؟ لأن وجوده من الطرفين يكون هناك مبرر، هذا يبغضني إذاً أبغضه، فالأمر في هذا أخف لوجود المبرر، وعلى كل حال الفعل الذي هو أصل المادة البغض للمسلم حرام، إنما الواجب محبة المسلم، والحب في الله من أوثق عرى الإيمان، كما أن البغض في الله من أوثق عرى الإيمان، فإذا أبغض أخاه لما يرتكبه من معاصي وجرائم ومحرمات أجر على هذا، ويحبه بما عنده من إيمان ومن عمل صالح فيُحب، يجتمع الحب والبغض في آن واحد في شخص واحد نظراً لانفكاك الجهة، فيحب على شيء، ويبغض على شيء.
((ولا تدابروا)) ولا تدابروا يعني لا تقاطعوا؛ لأن من شأن القطيعة أن يولي كل واحد من المتقاطعين الآخر دبره، وهذه نتيجة للتباغض ونتيجة للتقاطع وإذا كانت هذه بين المحارم كان الأمر أشد، وإذا كانت بالنسبة لمن له عليه حق كانت أشد، ولا يجوز لمسلم أن يهجر أخاه على ما سيأتي في الحديث الذي يليه فوق ثلاث.
((وكونوا عباد الله إخواناً)) خبر (كان) (إخواناً) و (عباد الله)؟ نعم؟
طالب: مناداة.