((ولا تجسسوا)) شخص يزاول منكر في بيته، يشرب خمر مثلاً هل لنا أن نطلع عليه من علو أو من ثقب أو نحوه لنشهد عليه؟ لا، ليس لنا ذلك، لكن أهل العلم يقولون: الأضرار المتعدية التي تفوت لا مانع من صنيع ذلك، يعني خلا رجل بآخر ويغلب على الظن وقامت القرائن على أنه يريد أن يقتله مثلاً، لا مانع من التجسس عليه؛ لأنه إذا فات قتله وانتهى ماذا نصنع؟ لكن إذا عرفنا وحلنا دونه ودونه هذا مطلوب، إذا خلا بامرأة ليزني بها وغلب على الظن ذلك، وقامت القرائن على ذلك لا مانع من التجسس عند أهل العلم، ويفرقون بين ما يفوت وبين ما لا يفوت.
((ولا تنافسوا)) المنافسة الرغبة في التقدم على الغير، ولعل المراد هنا في أمور الدنيا، يعني يسعى الإنسان جاهداً أن يكون أغنى من في البلد، أو عنده أفخر بيت في البلد، أو أفخر سيارة في البلد، أو .. , ليتفرد بذلك ويشار إليه في أمور الدنيا وحطامها الفاني، لكن جاء الأمر بالمسارعة، وجاء الأمر بالمسابقة، وهذا في أمور الآخرة محمود بلا شك.
((ولا تحاسدوا)) يعني لا يحسد بعضكم بعضاً، والحسد تمني زوال النعمة عن الغير، وهذه آفة من آفات القلوب، ومرض من أمراضها، وجاءت النصوص بذمه، وأنه يأكل الحسنات، فالحسد داء من أدواء القلوب، لا بد من التخلي منه، وجاء في الحديث: ((لا حسد إلا في اثنتين)) والمقصود به الغبطة عند أهل العلم، المقصود به الغبطة، وعدم تمني زوال النعمة، يريد أن تثبت هذه النعمة عند أخيه، لكن يتمنى أن يكون له مثل هذه النعمة، هذه غبطة.