الكبائر جاء عدد أو تعداد شيء منها، وألحق بها ما يشاركها في الضابط، فإذا نفي الإيمان عن صاحب المعصية صارت هذه المعصية كبيرة، إذا توعد بالنار صار كبيرة، بحرمان الجنة كبيرة، لا ينظر الله إليه كبيرة، رتب عليه حد في الدنيا، عذاب في الآخرة هذه كبائر، هذا الضابط عند أهل العلم، ومن أهل العلم من يرى أن كل معصية كبيرة نظراً إلى عظمة من عصاه، وقد يحتف بالذنب الذي لم يتوعد عليه بشيء معين ما يحتف به مما يجعله في مصاف الكبائر من الاستخفاف مثلاً أو الإسرار، أو عدم الاكتراث والمبالاة، وقد يحتف بالكبيرة من الندم والخوف والوجل ما يمحو أثرها، عند أهل العلم الكبائر لا بد لها من توبة، مع أنها تحت المشيئة، وأما الصغائر تكفر بما ذكر من اجتناب الكبائر: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [(31) سورة النساء] وتكفر أيضاً الصلوات الخمس، ورمضان إلى رمضان، والعمرة إلى العمرة، والمراد على ذلك الذي يؤتى به على الوجه الشرعي بحيث تترتب عليه آثاره، فهذه تكفر الذنوب.